تعتبر فيكتوريا كوهين واحدة من الأسماء اللامعة في تاريخ الفن المصري، تلك الممثلة اليهودية التي رغم أصولها وجنسيتها المصرية، تمكنت من تقديم أدوار لا تُنسى في المسرح والسينما المصرية.
من خلال أدوارها الكوميدية والهزلية، نجحت فيكتوريا في كسب قلوب المشاهدين وإثبات نفسها كفنانة موهوبة، ولكن، ما هي قصة حياتها ومسيرتها الفنية؟ وكيف استطاعت أن تترك بصمة في عالم الفن المصري رغم كل التحديات؟
ولدت فيكتوريا كوهين في 5 يناير 1891، ورحلت عن عالمنا في 9 مارس 1966 عن عمر يناهز 75 عامًا. كانت فيكتوريا مصرية الجنسية، ولكنها لم تتوارى وراء اسم مستعار رغم الأجواء المشحونة بسبب الصراع العربي الإسرائيلي. بدأت مشوارها الفني في عام 1918 مع فرقة علي الكسار، حيث تميزت في الأدوار الكوميدية الهزلية على خشبة المسرح.
انطلقت فيكتوريا إلى السينما بأدوارها الفريدة، حيث كان أول ظهور لها في الفيلم الصامت "برسوم يبحث عن وظيفة" عام 1928، ثم "جهنم في الرمال" في العام التالي. بعد ذلك، انتقلت للعمل مع فرقة نجيب الريحاني وظهرت في أول أفلامها الناطقة "حوادث كشكش بيه" عام 1934.
استمرت مسيرتها الفنية المميزة لمدة 56 عامًا، شاركت خلالها في 15 فيلمًا سينمائيًا وعدد كبير من المسرحيات. من أبرز أدوارها كان دور الخادمة في منزل السيد أحمد عبد الجواد في ثلاثية نجيب محفوظ، وأم قرضام في فيلم "رابعة العدوية" عام 1963، وأم كوهين في فيلم "آخر شقاوة" عام 1964، وزوجة عدلي كاسب في فيلم "إجازة صيف" عام 1967. كما كان لها دور مميز في مسرحية "أنا فين وإنت فين" مع شويكار وفؤاد المهندس قبل وفاتها.
يقول عنها أحمد رأفت بهجت في كتابه "اليهود والسينما المصرية": "بعيدًا عن الأصداء العنيفة التي أحدثها الصراع العربي الإسرائيلي في الوعي العربي، ظلت فيكتوريا كوهين تعمل باسمها اليهودي الصارخ ولم تحاول أن تتوارى وراء أي اسم بديل.
وظلت الجماهير تتعامل معها كمصرية عجوز قادرة على أن تجلب الابتسامة لمشاهديها كواحدة من نسيج المجتمع".
فيكتوريا كوهين ليست مجرد ممثلة يهودية مصرية، بل هي جزء لا يتجزأ من تاريخ الفن المصري، حيث تركت بصمة لا تُنسى في عالم المسرح والسينما، وظلت ذكراها خالدة بأدوارها التي أضحكت وأبكت الملايين.